تعد السياحة في الأردن واحدة من أكثر التجارب التي تمتزج فيها الأصالة بالعصرية، حيث تجتمع الحضارات القديمة مع الطبيعة الساحرة لتروي قصص من التاريخ العريق والجمال الطبيعي المذهل ومن البتراء، تلك المدينة الوردية التي تعتبر إحدى عجائب الدنيا السبع، إلى وادي رم الذي يحاكي تضاريسه كوكب المريخ، يقدم الأردن للسائحين رحلة لا تنسى بين ماضيه العريق وحاضره المتطور.
السياحة في الأردن
معالم السياحة في الأردن تشمل مزيج من المواقع الثقافية والطبيعية الفريدة التي تجعل تجربة السياحة أكثر شمولية وفيما يلي بعض المعالم السياحية التي يمكن استكشافها في الأردن:
الخزنة في البتراء
هي واحدة من أشهر المعالم الأثرية ووجهات السياحة في الأردن، بل والعالم بأسره وتعد الخزنة تحفة معمارية مذهلة نحتت في الصخور الوردية، وتشكل الواجهة الرئيسية لمدينة البتراء، وهي من عجائب الدنيا السبع الجديدة.
تقع عند نهاية ممر السيق وهو الممر الضيق الذي يقود إلى المدينة النبطية القديمة في البتراء ويعتقد أن الخزنة قد بنيت في القرن الأول قبل الميلاد خلال حكم الأنباط، الذين كانت البتراء عاصمتهم كما يعتقد أن الغرض من بناء الخزنة كان لتكون قبر ملكي لأحد ملوك الأنباط.
يبلغ ارتفاع الواجهة حوالي 39.5 متر وعرضها 25 متر، وهي محفورة بالكامل في الصخور فالتصميم المعماري متأثر بالعمارة الهلنستية، ويظهر في الواجهة تفاصيل معقدة مثل الأعمدة والزخارف والنقوش.
وقد سميت بالخزنة لأن البدو اعتقدوا قديما أنها كانت تحتوي على كنوز ثمينة في الجرة الحجرية التي تعلو واجهتها وإلى جانب كونها مزار سياحي رئيسي، تعكس الخزنة تطور فنون العمارة النبطية التي امتزجت فيها التأثيرات الهلنستية والشرقية.
أصبحت الخزنة معروفة على نطاق أوسع بعد استخدامها كموقع تصوير في عدة أفلام شهيرة أبرزها فيلم Indiana Jones and the Last Crusade، وهذا عزز مكانتها السياحية على الصعيد العالمي.
السيق
هو ممر طبيعي ضيق يعتبر المدخل الرئيسي لمدينة البتراء الأثرية في الأردن، وهو من أشهر معالم السياحة في الأردن ويضفي السيق على تجربة زيارة البتراء أجواء سحرية ومهيبة، حيث يتحرك الزوار عبر ممر طبيعي بين جدران صخرية شاهقة قبل أن تظهر لهم مدينة البتراء ومعلمها الأبرز الخزنة بشكل مفاجئ وجذاب.
يمتد الممر على طول حوالي 1.2 كيلومتر ويتراوح عرضه بين 3 إلى 12 متر، حيث يضيق في بعض الأماكن كما يبلغ ارتفاع الجدران الصخرية التي تحيط بالسيق نحو 80 متر، وهذا يعطي إحساس بالرهبة والجمال الطبيعي.
السيق عبارة عن صدع جيولوجي طبيعي في الجبال الرملية المحيطة بالبتراء، وقد نتج عن تحركات تكتونية قديمة، وقد نحتت الصخور بفعل عوامل التعرية الطبيعية عبر آلاف السنين كما ان الجدران الصخرية تتميز بألوانها المتدرجة من الوردي إلى الأحمر والبني خاصة عند انعكاس أشعة الشمس على الجدران.
استخدم الأنباط السيق ليس فقط كمدخل للبتراء، بل أيضا كوسيلة دفاعية طبيعية ضد الأعداء إلى جانب ذلك قاموا بإنشاء نظام متطور لنقل المياه عبر قنوات وجدران على طول السيق وعلى طول السيق، يمكن رؤية نقوش نبطية قديمة على الجدران وبعض التماثيل الصغيرة المنحوتة، مثل تمثال كبير لإله عند مدخل المدينة.
المسجد الحسيني الكبير
أحد المعالم الدينية والتاريخية البارزة في العاصمة الأردنية عمان واحد اهم وجهات السياحة في الأردن فيعتبر هذا المسجد من أبرز المعالم الإسلامية في المدينة ويعكس تاريخها الثقافي والديني.
يقع المسجد في وسط عمان، بالقرب من ساحة الملك عبد الله الأول، وهذا يجعله نقطة مركزية في الحياة اليومية للمدينة وبني في عام 1924، وكان يعرف سابقا بمسجد السلطان عبد الحميد وسمي باسم المسجد الحسيني تكريما للأسرة الهاشمية الحاكمة في الأردن، التي تعود جذورها إلى الحسين بن علي.
يتميز المسجد بتصميمه المعماري الإسلامي التقليدي، مع قبة ضخمة ومئذنة طويلة كما يتميز بتفاصيل دقيقة وزخارف جميلة تعكس فن العمارة الإسلامية فيضم المسجد مصلى واسع يتسع لآلاف المصلين، بالإضافة إلى مناطق خاصة للنساء ويحتوي الداخل على زخارف فنية ونقوش إسلامية تعكس جمال الثقافة الإسلامية.
متحف الأردن
أحد أبرز المعالم الثقافية في العاصمة الأردنية عمان ويعتبر وجهة رئيسية لعشاق التاريخ والآثار ويهدف المتحف إلى عرض التاريخ الغني للأردن منذ العصور القديمة وحتى العصر الحديث، مع التركيز على الحضارات التي أثرت في المنطقة.
تم افتتاح متحف الأردن في عام 2019، ليكون مرفق ثقافي حديث يجمع بين الفنون والآثار فهو يهدف إلى توثيق تاريخ الأردن وحفظ تراثه الثقافي، مع توفير منصة للبحث والدراسة والتعليم.
تم تصميم المتحف بأسلوب حديث يجمع بين العناصر التقليدية والمعاصرة، وهذا يعكس التقاليد الأردنية مع استخدام تقنيات بناء حديثة كما يغطي المتحف مساحة كبيرة تتجاوز 10,000 متر مربع، ويحتوي على عدة قاعات عرض ومرافق تعليمية.
يضم المتحف مجموعة متنوعة من المعروضات التي تعرض تاريخ الأردن منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث وتتضمن المعروضات قطع أثرية من مختلف الحضارات التي شهدتها المنطقة، بما في ذلك الأنباط والرومان والبيزنطيين.
آثار جرش
واحدة من أبرز المعالم الأثرية ووجهات السياحة في الأردن، وتعتبر من أهم المواقع الرومانية في منطقة الشرق الأوسط وتقع مدينة جرش على بعد حوالي 48 كيلومتر شمال غرب العاصمة عمان، وتشتهر بموقعها التاريخي المذهل وآثارها المحفوظة بشكل جيد.
يعتقد أن جرش تأسست في القرن الثالث قبل الميلاد، وكانت تعرف في العصور القديمة باسم جراسا وأصبحت جزء من الإمبراطورية الرومانية في القرن الأول الميلادي، وازدهرت خلال فترة حكم الرومان، حيث تم تطوير المدينة بشكل كبير.
تحتوي جرش على شوارع رخامية مرصوفة بأعمدة متقابلة ومن أبرز هذه الشوارع شارع الأعمدة الذي يمتد لأكثر من 800 متر كما يضم المسرح الروماني الذي يتسع لأكثر من 3,000 متفرج، ويستخدم لعرض الفنون والعروض المسرحية، ولا يزال يستخدم حتى اليوم.
وتضم جرش العديد من المعابد الرومانية المذهلة مثل معبد أرتيميس ومعبد زيوس، والتي تعكس الفن المعماري الروماني لذا تعتبر جرش واحدة من أفضل المدن الرومانية المحفوظة في العالم، وقد تم إدراجها في قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1985.
محمية ضانا
واحدة من أكبر وأجمل المحميات الطبيعية لجذب السياحة في الأردن، وتعد وجهة مثالية لعشاق الطبيعة والمغامرات وتقع المحمية في جنوب الأردن، وتتميز بتنوعها البيولوجي والمناظر الطبيعية الخلابة.
تقع محمية ضانا على بعد حوالي 60 كيلومتر إلى الجنوب من العاصمة عمان، وهي تمتد على مساحة تصل إلى 308 كيلومترات مربعة وقد تأسست المحمية في عام 1993، وتديرها الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، التي تهدف إلى حماية البيئة والحفاظ على التنوع البيولوجي في المنطقة.
تضم المحمية مجموعة متنوعة من الحيوانات البرية، بما في ذلك الماعز الجبلي والذئاب والثعالب والطيور مثل النسور والعصافير كما تحتوي على أكثر من 800 نوع من النباتات، بما في ذلك أنواع نادرة، وهذا يعكس التنوع البيئي الفريد للمنطقة.
تتميز المحمية بتضاريسها المتنوعة، بما في ذلك الجبال والأودية والشلالات، وهذا يوفر مناظر خلابة ويجعلها مكان رائع للتجول والاستكشاف كما تحتوي على عدة مسارات مشي تتناسب مع مختلف مستويات اللياقة البدنية، وهذا يتيح للزوار الاستمتاع بجمال الطبيعة.
وادي الموجب
واحد من أروع الوجهات الطبيعية ومعالم السياحة في الأردن، ويعتبر محمية طبيعية تتيح للزوار الاستمتاع بالتنوع البيولوجي والأنشطة المغامرة ويقع بالقرب من البحر الأحمر ومدينة الكرك.
يقع وادي الموجب على بعد حوالي 90 كيلومتر إلى الجنوب من العاصمة عمان، ويعد جزء من محمية وادي الموجب التي تأسست في عام 1987 فهو يتميز بتضاريسه الجبلية والمنحدرات الشاهقة، التي تنحدر بشكل حاد نحو نهر الموجب.
يحتوي وادي الموجب على مجموعة متنوعة من الحيوانات البرية بما في ذلك الغزلان والطيور الجارحة والعديد من الأنواع الأخرى كما يعتبر موطن لعدد من الأنواع النادرة.
ويوجد ايضا في الوادي العديد من الأنواع النباتية المختلفة، بما في ذلك النباتات العطرية والنباتات الطبية وفي الوادي يتمتع الزوار بفرصة السباحة في الأحواض الطبيعية، وهذا يضفي على التجربة لمسة من الانتعاش في الأجواء الدافئة.
0 Comment