تعتبر السياحة في العراق واحدة من أبرز الوجهات المليئة بالكنوز الثقافية والطبيعية، حيث تتجسد فيها أعظم الحضارات التي أضاءت العالم في العصور القديمة ومن معالم بابل العريقة إلى طبيعة كردستان الخلابة، يتجلى تاريخ يمتد لآلاف السنين في كل زاوية.
تمثل العراق ملتقى لثقافات متنوعة، حيث يمكن للزوار استكشاف آثار الحضارات السومرية والأكادية، بالإضافة إلى الاستمتاع بالطبيعة البكر والضيافة العراقية الدافئة فلتكن رحلتك إلى العراق رحلة لا تنسى، تكتشف فيها أسرار الأرض التي شهدت ولادة الكتابة وأول القوانين.
السياحة في العراق
يوجد العديد والعديد من وهات السياحة الجذابة المميزة في العراق لذا هنا سنستعرض أبرز معالم السياحة في العراق التي تمثل تنوع ثقافي وتاريخي كبير:
بابل
بابل هي واحدة من أقدم المدن في التاريخ، تقع في العراق بالقرب من مدينة الحلة الحالية وكانت بابل عاصمة الإمبراطورية البابلية القديمة، وقد أدرجت في قائمة التراث العالمي لليونسكو وتتسم بمعالمها الأثرية الرائعة التي تعكس عظمة الحضارة البابلية.
تعتبر حدائق بابل المعلقة واحدة من عجائب العالم السبع، ويعتقد أنها كانت حديقة رائعة تحتوي على أشجار ونباتات مزروعة بشكل مدرج فوق بعضها البعض ويقال إن الملك نبوخذ نصر الثاني قام ببنائها في القرن السادس قبل الميلاد كهدية لزوجته التي كانت تفتقد مناظر الجبال الخضراء في موطنها.
وعلى الرغم من أن هذه الحدائق لم تكتشف بالكامل، إلا أن بعض المؤرخين يعتقدون أنها كانت موجودة في بابل، بينما يرى آخرون أن موقعها الفعلي قد يكون في مكان آخر.
وتعتبر بوابة عشتار من أبرز المعالم في بابل، وقد تم بناءها في عهد نبوخذ نصر الثاني وتتميز بتصميمها الفريد وزخارفها الجميلة التي تمثل حيوانات وأشكال هندسية وكانت تستخدم كمدخل رئيسي للمدينة وتمثل رمز للقوة والحضارة البابلية.
وتشتهر البوابة بألوانها الزاهية، حيث استخدمت الطين المزجج في تزيينها وتم إعادة بناء جزء من هذه البوابة في متحف برلين، وهذا يتيح للزوار الاطلاع على روعة تصميمها.
زقورة أور
زقورة أور هي واحدة من أبرز المعالم الأثرية في العراق، وتقع في مدينة أور القديمة بالقرب من الناصرية في محافظة ذي قار ونعتبر هذه الزقورة أحد أفضل المعابد المحفوظة من العصور السومرية، وتعود إلى حوالي 2100 قبل الميلاد خلال حكم الملك أورنمو.
تتكون الزقورة من عدة مستويات أو طبقات، حيث كان كل مستوى أصغر من المستوى الذي يليه ويعتقد أن الزقورة كانت تستخدم لأغراض دينية، وقد كانت مخصصة للإلهة نانا، إلهة القمر في الميثولوجيا السومرية.
وبنيت الزقورة باستخدام الطوب اللبن، وهو مادة شائعة الاستخدام في البناء في العراق القديم وتتميز بأبعادها الضخمة، حيث كانت ترتفع إلى حوالي 21 متر.
كانت زقورة أور مركز ديني هام في السومرية، حيث كانت تستخدم في الطقوس والشعائر الدينية ويعتقد أن الكهنة كانوا يقيمون طقوس خاصة على قمة الزقورة وتعتبر رمز للإنجازات المعمارية والحضارية في العراق القديم، وهذا يجعلها أحد وجهات السياحة في العراق.
مدينة أربيل وقلعتها القديمة
مدينة أربيل هي واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم، وتعتبر عاصمة إقليم كردستان العراق وتاريخها يمتد لآلاف السنين، حيث يعتقد أن الاستيطان فيها يعود إلى أكثر من 8000 سنة وتعرف المدينة بتنوعها الثقافي والمعماري، وتعتبر نقطة التقاء للحضارات المختلفة.
تقع قلعة أربيل في وسط المدينة، وهي تعتبر واحدة من أقدم القلاع المأهولة في العالم وتتميز بتصميمها الفريد، حيث ترتفع القلعة على تلة مرتفعة وتحيط بها أسوار قوية وتظهر مزيج من العمارة الكردية والعثمانية، وتحتوي على مجموعة من المرافق السكنية والمرافق العامة.
لعبت القلعة دور مهم في تاريخ المنطقة، حيث كانت مركز دفاعي واستراتيجي وشهدت العديد من الأحداث التاريخية التي تعود إلى العصور القديمة، بما في ذلك الفتوحات والغزوات وتم إجراء أعمال ترميم كبيرة للقلعة في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت نقطة جذب سياحية رئيسية كما تم تحسين البنية التحتية المحيطة بها.
جزيرة الشويجة
جزيرة الشويجة هي واحدة من الوجهات الطبيعية الجميلة في العراق، وتقع في بحيرة الثرثار، التي تعتبر أكبر بحيرة في البلاد وتشتهر بجمال طبيعتها الخلابة ومكانتها كوجهة مثالية للتخييم والنزهات.
تقع جزيرة الشويجة في شمال غرب العراق، في محافظة الأنبار داخل بحيرة الثرثار التي تتشكل من مياه نهر الفرات وتتميز بمساحتها الواسعة، وهذا يتيح للزوار مساحة كبيرة للاستكشاف والتمتع بالطبيعة.
وتعتبر جزيرة الشويجة وجهة مثالية لعشاق التخييم، حيث يمكن للزوار نصب الخيام والاستمتاع بأجواء الطبيعة كما توفر مناطق جميلة للنزهات العائلية، مع إطلالات رائعة على البحيرة وتعتبر منطقة جيدة لصيد الأسماك، فتتيح للزوار فرصة الاستمتاع بصيد الأسماك والاسترخاء في الطبيعة.
مرقد الإمام الحسين
مرقد الإمام الحسين هو واحد من أهم المعالم الدينية والثقافية في العراق، ويقع في مدينة كربلاء ويعتبر هذا المرقد مركز روحي هام للشيعة، حيث يعد الإمام الحسين ابن الإمام علي وابنة فاطمة الزهراء، رمز للعدالة والتضحية.
معركة كربلاء التي وقعت في 10 محرم عام 680 ميلادي 61 هجريا، حيث استشهد الإمام الحسين مع مجموعة من أنصاره على يد جيش يزيد بن معاوية وتعتبر هذه المعركة حدث تاريخي مفصلي في التاريخ الإسلامي، حيث تمثل مقاومة الحسين للظلم والطغيان.
وبني المرقد بعد استشهاد الإمام الحسين في كربلاء، وتوالت عليه التوسعات والتجديدات على مر العصور، ليصبح مركزا للزيارة والعبادة ويتميز بتصميمه المعماري الفريد، حيث يحتوي على قبة ذهبية تعكس الضوء وتعتبر رمز للروحانية كما يحتوي المرقد على جدران مزخرفة بالزخارف الإسلامية الجميلة.
يشمل المرقد مساحة كبيرة تحتوي على قاعات للصلاة والزوار، وهذا يستوعب الآلاف من الزوار في نفس الوقت ويستقطب المرقد ملايين الزوار سنويا، خاصة خلال أيام عاشوراء وأربعينية الإمام الحسين، حيث يحيي الزوار ذكرى استشهاده من خلال الطقوس الدينية والمواكب الحسينية.
المالوية
المالوية هي منارة تاريخية تقع في مدينة سامراء، شمال العراق وتعتبر واحدة من أبرز المعالم الأثرية ووجهات السياحة في العراق، وتتميز بتصميمها الفريد وتاريخها العريق.
أقيمت المالوية في القرن التاسع الميلادي حوالي 848-852 ميلادي خلال حكم الخليفة العباسي المعتز بالله وكانت جزء من المسجد الكبير في سامراء، والذي يعد من أكبر المساجد في العالم الإسلامي في ذلك الوقت.
كانت المالوية تستخدم كمنارة للمسجد، حيث يعتقد أنها كانت ترشد الحجاج والزوار إلى الاتجاه الصحيح فهي تعرف بشكلها الحلزوني الفريد، حيث تتكون من مئذنة ذات شكل لتف يلتف حول نفسه، وهذا يعطيها مظهر مميز ويبلغ ارتفاع المالوية حوالي 52 متر، وهي واحدة من أعلى المنارات في العالم الإسلامي.
تعتبر المالوية رمز للحضارة العباسية المعمارية، وتمثل الإنجازات الهندسية والفنية في ذلك الوقت كما تعتبر جزء من موقع سامراء الأثري، الذي تم إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 2007.
قلعة رجب
قلعة رجب هي قلعة تاريخية تقع في العراق، وتعود إلى العصر العثماني وتعتبر واحدة من المعالم الأثرية المهمة في المنطقة، حيث تعكس تاريخ العراق الغني وتطوره عبر العصور.
بنيت قلعة رجب خلال فترة الحكم العثماني، الذي استمر من القرن السادس عشر حتى أوائل القرن العشرين وكانت القلعة تستخدم كحصن لحماية المنطقة وللإشراف على الطرق التجارية ولعبت دور مهم في الدفاع عن المنطقة من الغزوات والهجمات.
تتميز القلعة بتصميمها المعماري الفريد، حيث تشمل أسوار قوية وأبراج للدفاع فبنيت من الحجر والطوب، وهذا جعلها قوية وقادرة على الصمود أمام التحديات الزمنية كما انها تقع في مكان مرتفع، وهذا يوفر إطلالة رائعة على المنطقة المحيطة، بما في ذلك المناظر الطبيعية الخلابة.
قلعة رجب تعد رمز لتراث العراق وتاريخه الغني، حيث تعكس الإنجازات المعمارية والفنية للعصر العثماني وتعد نقطة جذب سياحية للزوار الذين يهتمون بالتاريخ والمعمار، حيث يمكنهم استكشاف ماضي العراق والتعرف على حضارته.
منطقة حمرين
منطقة حمرين هي منطقة جبلية تقع في شمال العراق، وتمتد عبر محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين وتعتبر واحدة من وجهات السياحة في العراق الطبيعية المهمة، حيث تجمع بين المناظر الطبيعية الخلابة والتاريخ الغني.
تتميز منطقة حمرين بالتضاريس المتنوعة، حيث تضم جبال وتلال ووديان، بالإضافة إلى الوديان الخضراء والسهول الشاسعة كما تعتبر ملاذ لعشاق الطبيعة والمغامرة وتعرف المنطقة بتنوعها البيئي، حيث تحتوي على غابات وأشجار متنوعة، وهذا يجعلها موطن للعديد من أنواع الطيور والحيوانات.
شهدت منطقة حمرين العديد من الأحداث التاريخية الهامة، بما في ذلك الفتوحات الإسلامية والمعارك وتعتبر المنطقة جزء من التراث الثقافي للعراق، حيث تحتوي على آثار تعود لعدة حضارات وتحتوي على العديد من المواقع الأثرية التي تعكس تاريخ العراق القديم.
جزيرة أم النعسان
جزيرة أم النعسان هي واحدة من الجزر الجميلة في العراق، وتقع في نهر دجلة، بالقرب من مدينة بغداد وتعتبر الجزيرة وجهة شهيرة للنزهات والأنشطة الترفيهية، حيث تجمع بين جمال الطبيعة وموقعها المتميز.
تقع جزيرة أم النعسان في نهر دجلة، وهذا يجعلها محاطة بالمياه من جميع الجهات فيسهل الوصول إليها من خلال القوارب، وهذا يضفي على زيارتها طابع مميز.
وتتميز الجزيرة بأشجارها الكثيفة والمناطق الخضراء كما تعد مكان مثالي للنزهات العائلية، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالأجواء الهادئة والطبيعة الخلابة وتوفر ايضا مناطق مناسبة للتخييم، فتتيح للزوار قضاء ليالي تحت النجوم والاستمتاع بأجواء الطبيعة.
0 Comment