تعتبر باكستان واحدة من الوجهات السياحية الصاعدة على الساحة العالمية، حيث أصبحت السياحة في باكستان وجهة تجذب انتباه المسافرين والمغامرين من مختلف أنحاء العالم وتتميز البلاد بتنوع طبيعي وجغرافي مذهل، من القمم الشاهقة لجبال هملايا وكاراكورام إلى السهول الخصبة والوديان الخلابة.

بالإضافة إلى طبيعتها الساحرة، تمتلك باكستان إرث ثقافي عريق يضم مواقع تاريخية تعود لآلاف السنين، منها آثار حضارة وادي السند العريقة، فضلا عن المواقع الأثرية الإسلامية والقصور التاريخية.

السياحة في باكستان

باكستان تزخر بالعديد من المعالم السياحية الرائعة التي تجمع بين التاريخ والطبيعة والثقافة وهنا نستعرض أشهر وأفضل وجهات السياحة في باكستان والتي تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم:

وادي هونزا

يقع وادي هونزا في أقصى شمال باكستان، ضمن منطقة غلغت بالتستان، ويعتبر من أجمل المناطق السياحية التي تمتاز بمناظر طبيعية خلابة وجبال شاهقة تغطيها الثلوج وتحيط بهذا الوادي جبال كاراكورام الشاهقة، حيث ترتفع قممها إلى ما يقارب 7788 متر فوق مستوى سطح البحر، وتضم قمم مشهورة مثل قمة راكابوشي وألتر بيك، وهذا يجعل الوادي وجهة رائعة لمحبي الجبال والمغامرة.

ويضم الوادي عدة قرى تاريخية مثل قرية كاريما آباد، التي تحتوي على العديد من المواقع الأثرية، بما فيها قلعة بالتت القديمة التي يعود تاريخها إلى 700 سنة وتمنح هذه القرى الزوار فرصة للتعرف على الثقافة المحلية التقليدية وعادات السكان.

كما يوفر الوادي مسارات مثالية للتنزه ومشاهدة المناظر الطبيعية وتتراوح الخيارات بين مسارات بسيطة تصلح لجميع الزوار وأخرى للمغامرين الذين يبحثون عن تجربة تسلق الجبال.

يحتوي الوادي على بحيرات جميلة ذات مياه زرقاء نقية مثل بحيرة عطآباد التي تكونت بفعل انهيار أرضي عام 2010 وأصبحت البحيرة وجهة سياحية جذابة للنزهات المائية والتجديف.

بحيرة سيف الملوك Saif-ul-Muluk Lake

تقع بحيرة سيف الملوك في منطقة وادي كاغان شمال باكستان، وتحديدا بالقرب من مدينة ناران في إقليم خيبر بختونخوا فهي ترتفع حوالي 3224 متر عن مستوى سطح البحر، وهذا يجعلها واحدة من أعلى البحيرات في باكستان، وهي مشهورة بجمالها الطبيعي الذي يعد سحر يجذب آلاف الزوار كل عام.

اسم البحيرة مستوحى من قصة أسطورية شهيرة تدور حول الأمير سيف الملوك، الذي قيل إنه وقع في حب جنية جميلة عند البحيرة وتقول الأسطورة إن البحيرة كانت مكان سحري للقاءات المحبين، وهو ما يجعل من البحيرة رمز للرومانسية وجذب لعشاق القصص الأسطورية.

وتحيط البحيرة بسلسلة من الجبال العالية المغطاة بالثلوج، وخاصة جبل ماليكا باربات، الذي يعد أعلى قمة في المنطقة كما ان انعكاس الجبال على سطح البحيرة يضفي مشهد مهيب وساحر.

ويمكن للزوار استئجار قوارب صغيرة للإبحار في البحيرة والاستمتاع بالمياه الصافية الزرقاء وتعد هذه التجربة من الأنشطة الأساسية للزوار، حيث تتيح لهم الاقتراب من مشاهد الطبيعة الخلابة.

ممر خنجراب Khunjerab Pass

يقع ممر خنجراب في شمال باكستان على الحدود مع الصين، ويعد أعلى معبر حدودي معبد في العالم، حيث يبلغ ارتفاعه نحو 4693 متر فوق مستوى سطح البحر.

يربط هذا الممر باكستان بمقاطعة شينجيانغ في الصين، ويمتد عبر طريق قراقرم السريع، الذي يعد من أشهر وأعلى الطرق الجبلية في العالم كما يعتبر الممر نقطة عبور بين ثقافتين عريقتين، ويوفر للزوار فرصة لتجربة الطبيعة الجبلية البكر والمناظر الخلابة.

ويوفر الممر مناظر جبلية ساحرة، حيث تحيط به جبال قراقرم الشاهقة المغطاة بالثلوج طوال العام كما يعتبر التصوير الفوتوغرافي نشاط رئيسي للسياح هنا، حيث تلتقط عدساتهم جمال الطبيعة البكر على الحدود.

يعتبر ممر خنجراب موطن للحياة البرية النادرة، إذ يمكن للزوار مشاهدة أنواع فريدة من الحيوانات مثل النمور الثلجية، والماعز الجبلي الباكستاني المارخور والغزلان لذا تعتبر المنطقة محمية طبيعية للحفاظ على هذه الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض.

مدينة لاهور Lahore

تعد مدينة لاهور، الواقعة في إقليم البنجاب في شرق باكستان، من أهم المدن الثقافية والتاريخية في البلاد، حيث تشتهر بتراثها العريق وثقافتها الفريدة ويطلق علىيها لقب قلب باكستان نظرا لموقعها الاستراتيجي ولتاريخها العريق الذي يمتد لقرون، حيث كانت عاصمة للعديد من السلالات الحاكمة، بما في ذلك المغول الذين تركوا بصماتهم في كل زاوية من زواياها.

وتضم المدينة مجموعة من المعالم الأثرية الرائعة التي تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم فتعتبر قلعة لاهور أحد أهم المعالم التاريخية في المدينة، وهي موقع مدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو وتم بناء القلعة في عهد المغول وتضم قصور مزخرفة وحدائق رائعة، وهذا يجعلها وجهة رئيسية للسياح الذين يرغبون في التعرف على فن العمارة المغولية.

  • مسجد بادشاهي Badshahi Mosque: يقع بالقرب من قلعة لاهور، وهو أحد أكبر المساجد في العالم، ويعد من أبرز معالم العمارة الإسلامية وبني في القرن السابع عشر بأمر من الإمبراطور المغولي أورنجزيب، ويشتهر بجمال تصميمه وزخارفه الفريدة التي تجسد جمال الفن الإسلامي المغولي.
  • حدائق شاليمار Shalimar Gardens:أنشأها الإمبراطور شاه جهان وتعد مثال رائع على الحدائق الملكية المغولية وتتميز الحديقة بتصميم هندسي جميل يتضمن ثلاث شرفات متدرجة ونوافير وبرك مائية، وهذا يجعلها مكان مثالي للتنزه والاسترخاء وسط أجواء من الهدوء والجمال الطبيعي.
  • بازار أناركلي Anarkali Bazaar:هو أحد أقدم وأشهر الأسواق في باكستان، ويعتبر وجهة شهيرة للتسوق في لاهور ويمكن للزوار العثور على منتجات متنوعة تشمل الأقمشة المطرزة والحرف اليدوية والمجوهرات التقليدية، إلى جانب المأكولات الباكستانية الشهيرة.
  • متحف لاهور Lahore Museum: يقدم نظرة شاملة على تاريخ باكستان وحضارتها، ويضم مجموعة واسعة من القطع الأثرية، بما في ذلك الفنون البوذية والمغولية والتحف الإسلامية ويعد المتحف مكان مثالي للتعرف على التراث الباكستاني العريق والآثار التي تعكس تطور الثقافة في المنطقة.
  • شارع الطعام في لاهور Food Street: لعشاق الطعام، يعتبر هذا الشارع في منطقة الحي القديم من لاهور وجهة لا تفوت ويتميز الشارع بتقديم مجموعة متنوعة من الأطباق الباكستانية التقليدية مثل البرياني والتكا والكباب، إلى جانب الحلويات المحلية ويعد المكان مزيج من الأجواء العريقة والنكهات الغنية التي تمثل ثقافة المدينة.
  • معبد داتا دربار Data Darbar: هو ضريح الصوفي الشهير علي هجويري ويعتبر من أهم المواقع الروحانية في لاهور فهو يجذب آلاف الزوار يوميا، حيث يأتون للصلاة والتبرك، ويعكس الضريح الدور الكبير الذي لعبه التصوف في تاريخ المدينة.

آثار موهينجو دارو Mohenjo-Daro

تقع آثار موهينجو دارو في إقليم السند بجنوب باكستان، وتعد من أقدم المواقع الأثرية في العالم، حيث يرجع تاريخها إلى حضارة وادي السند التي ازدهرت قبل حوالي 4500 سنة 2600–1900 ق.م وتم اكتشاف الموقع في عشرينيات القرن الماضي ويعتبر من أبرز الأدلة على الحضارات القديمة المتقدمة التي ظهرت في جنوب آسيا.

تظهر الآثار مستوى عالي من التخطيط العمراني والهندسة، وهذا يعكس تفوق حضارة وادي السند في الهندسة المعمارية والبنية التحتية ويتميز الموقع بشبكة من الشوارع المتقاطعة التي صممت بنظام فريد، إضافة إلى أنظمة متقدمة للصرف الصحي وتوزيع المياه، وهو ما يعتبر إنجاز هندسي كبير بالنسبة إلى ذلك الزمن.

يمكن للزوار التجول بين أطلال المدينة والتعرف على المباني التاريخية، حيث تضم المدينة بقايا منازل حجرية وشوارع مرصوفة وساحات عامة كانت تستخدم للتجمعات وتوفر هذه الأطلال لمحة عميقة عن الحياة اليومية في حضارة وادي السند.

الحمام الكبير The Great Bath: يعد من أبرز معالم موهينجو دارو، ويعتقد أنه كان يستخدم للأغراض الطقوسية ويتكون من حوض كبير مصمم بشكل متقن من الطوب، محاط بغرف خاصة وهذا يشير إلى اهتمام السكان بالنظافة والتطهير الروحي.

القلعة The Citadel: تقع في أعلى جزء من المدينة، ويعتقد أنها كانت مركز للسلطة أو الحُكم في حضارة وادي السند وتشكل هذه القلعة دليل على البنية الطبقية للمجتمع ووجود نظام إداري متقدم في المدينة.

يمكن للزوار زيارة متحف موهينجو دارو المحلي، الذي يعرض قطعا أثرية نادرة تم اكتشافها في الموقع، مثل الأدوات المنزلية، والمجوهرات، والتماثيل، والقطع الفنية وتعكس هذه الآثار نمط الحياة وثقافة سكان تلك الحقبة.

من القطع الأثرية الشهيرة في موهينجو دارو تمثال يعرف بالكاهن الملك، والذي يظهر مدى تقدم النحت والفن في حضارة وادي السند ويعتبر هذا التمثال رمز للحضارة ويجذب اهتمام العلماء والزوار على حد سواء.