عندما تتحدث عن السياحة في جيبوتي، فأنت تتحدث عن وجهة لا تزال غير مكتشفة بالكامل على خريطة السياحة العالمية فتلك الدولة الصغيرة التي تقع في شرق إفريقيا على ضفاف البحر الأحمر والمحيط الهندي، تتميز بتنوع طبيعي مذهل يجمع بين الصحاري الذهبية، والبراكين النشطة، والشواطئ ذات المياه الفيروزية.

جيبوتي ليست مجرد مكان للاستجمام، بل هي مغامرة تأخذك لاستكشاف البحيرات المالحة، والتلال البركانية، والغوص بين الشعاب المرجانية فإن كنت تبحث عن تجربة سياحية مختلفة تبتعد فيها عن الصخب وتقترب من نقاء الطبيعة، فإن جيبوتي ستكون حتما وجهتك المثالية.

السياحة في جيبوتي

جيبوتي تتميز بالعديد من المعالم الطبيعية والتاريخية التي تجعلها وجهة سياحية فريدة وهنا سنتعرف علي أهم معالم السياحة في جيبوتي:

بحيرة عسل Lac Assal

واحدة من المعالم الطبيعية الأكثر تميز ووجهات السياحة في جيبوتي وإفريقيا ككل تقع في منطقة الداناكيل بالقرب من الحدود مع إثيوبيا، وتبعد حوالي 120 كيلومتر غرب العاصمة جيبوتي.

بحيرة عسل تقع على ارتفاع 155 متر تحت مستوى سطح البحر، وهذا يجعلها أدنى نقطة في إفريقيا وثالث أدنى نقطة على وجه الأرض بعد البحر الميت وبحيرة طبريا.

بحيرة عسل تعتبر واحدة من أكثر البحيرات ملوحة في العالم، حيث تحتوي مياهها على مستويات ملح تزيد عن عشرة أضعاف مستوى الملوحة في مياه البحار العادية وبسبب هذه الملوحة العالية، تغطى شواطئ البحيرة بطبقات بيضاء ناصعة من الملح، وهذا يعطيها مظهر سحري وجذاب.

الملح المستخرج من بحيرة عسل يعتبر مورد اقتصادي مهم للمنطقة، ويتم تصديره إلى العديد من الدول كما يتم جمع الملح بالطريقة التقليدية من قبل السكان المحليين منذ قرون.

خليج تاجورة Gulf of Tadjoura

خليج كبير يقع على الساحل الجنوبي الشرقي لجيبوتي، ويعتبر واحد من أهم وجهات السياحة في جيبوتي ويتميز الخليج بتاريخه العريق وموقعه الجغرافي المميز على ضفاف البحر الأحمر، وهذا جعله محطة تجارية قديمة وأحد أبرز الموانئ في شرق إفريقيا.

خليج تاجورة لعب دور تاريخي مهم كمحطة للتجارة البحرية بين إفريقيا والجزيرة العربية ويعد واحد من أقدم الموانئ في المنطقة، حيث استخدمه التجار منذ مئات السنين لنقل البضائع والتواصل الثقافي بين شرق إفريقيا والشرق الأوسط.

يعتبر خليج تاجورة جنة لمحبي الغوص والغطس بسبب تنوع الحياة البحرية والشعاب المرجانية الساحرة فيمكن للزوار استكشاف الشعاب المرجانية التي تزخر بالكائنات البحرية مثل أسماك القرش الحوتية والدلافين والسلاحف فتعرف المنطقة بوجود مجموعات كبيرة من أسماك القرش الحوتي خلال موسم الهجرة، وهو ما يجذب عشاق الغوص من جميع أنحاء العالم.

إلى جانب الغوص والغطس، يوفر الخليج العديد من الأنشطة الأخرى مثل ركوب القوارب وصيد الأسماك ومشاهدة الدلافين ويمكن أيضا للزوار الاستمتاع بجولات بحرية حول الجزر الصغيرة المحيطة بالخليج، مثل جزيرة موشا التي تعد وجهة شهيرة بفضل شواطئها الهادئة ومناظرها الطبيعية.

غابة داي الوطنية Day Forest National Park

واحدة من أبرز المحميات الطبيعية ومعالم السياحة في جيبوتي، وتقع في جبال جودا، شمال البلاد، على ارتفاع يزيد عن 1,500 متر فوق مستوى سطح البحر وتعد الغابة وجهة مثالية لمحبي الطبيعة والمغامرات، نظرا لما تحتويه من تنوع بيولوجي فريد ومناظر طبيعية خلابة.

غابة داي هي واحدة من آخر الغابات الجبلية المتبقية في جيبوتي، وتتميز بغطاء نباتي كثيف يختلف بشكل كبير عن المناطق الصحراوية المحيطة بها وتضم أنواع نادرة من الأشجار، مثل أشجار العرعر الأفريقية، إضافة إلى العديد من الأنواع النباتية الأخرى التي تتكيف مع المناخ الجبلي المعتدل.

كما توفر الغابة ملاذ للعديد من الحيوانات والطيور النادرة، حيث يمكن للزوار مشاهدة بعض الأنواع المحلية مثل الظباء الجبلية والعديد من الطيور المستوطنة، بما في ذلك النسور والطيور الجارحة كما تعتبر الغابة نقطة توقف مهمة للطيور المهاجرة.

جزيرة موشا Moucha Island

واحدة من الجزر الجميلة التي تقع في خليج تاجورة، بالقرب من الساحل الشرقي لجيبوتي وتعتبر الجزيرة وجهة من وجهات السياحة في جيبوتي المثالية بفضل شواطئها الرائعة ومياهها الصافية، وهذا يجعلها مكان مثالي للغوص والغطس.

تقع جزيرة موشا على بعد حوالي 10 كيلومترات من الساحل الجيبوتي، وهي جزء من أرخبيل الجزر الذي يضم أيضا جزيرة تجوراء فيمكن الوصول إلى الجزيرة بسهولة بواسطة القوارب.

تشتهر جزيرة موشا بشعابها المرجانية الغنية، والتي تحتوي على تنوع كبير من الحياة البحرية وتعتبر مثالية للغواصين ومحبي الغوص، حيث يمكن للزوار رؤية مجموعة متنوعة من الأسماك الملونة، والسلاحف، والشعاب المرجانية المدهشة.

وتقدم الجزيرة مجموعة واسعة من الأنشطة المائية، بما في ذلك الغوص والغطس وركوب القوارب فيمكن للزوار الاستمتاع بجولات بحرية حول الجزيرة أو قضاء يوم كامل في استكشاف الحياة البحرية.

تتميز جزيرة موشا بشواطئها الرملية البيضاء النقية، التي توفر أماكن مثالية للاسترخاء والاستمتاع بأشعة الشمس فيعتبر المكان مثالي لعشاق الطبيعة الذين يبحثون عن هدوء البحر وجمال الطبيعة.

وادي دايكتا Dikhil Valley

وادي جميل يقع في وسط جيبوتي، ويعتبر واحد من الوجهات الطبيعية المثيرة للاهتمام ومعالم السياحة في جيبوتي ويتميز الوادي بتضاريسه البركانية الفريدة ومناظره الطبيعية الخلابة، وهذا يجعله مكان مثالي لمحبي المغامرات والطبيعة.

يقع وادي دايكتا بالقرب من مدينة ديكيل، ويبتعد حوالي 50 كيلومتر عن العاصمة جيبوتي ويمتد الوادي عبر سلسلة من الجبال والتضاريس الوعرة، وهذا يجعله نقطة جذب للمغامرين.

يتميز الوادي بتضاريسه البركانية المثيرة، حيث يحتوي على براكين خامدة وصخور نارية ويعد المكان مثالي لاستكشاف القمم الجبلية والنزهات في المناظر الطبيعية الرائعة.

كما يمتاز وادي دايكتا بتنوعه البيئي، حيث يعتبر موطن للعديد من الحيوانات والنباتات التي تعيش في بيئات جافة وصخرية فيمكن للزوار مشاهدة مجموعة متنوعة من الأنواع البرية مثل الغزلان والطيور الجارحة والحيوانات الأخرى.

بركان أردوكوبا Ardoukoba Volcano

بركان نشط يقع في شمال جيبوتي، بالقرب من الحدود مع إثيوبيا ويعتبر واحد من المعالم الجيولوجية المثيرة ووجهات السياحة في جيبوتي، ويجذب الزوار الراغبين في استكشاف الطبيعة والتضاريس البركانية الفريدة.

ويعتبر بركان أردوكوبا بركان نشط، حيث شهد انفجار كبير في عام 1978، وهذا أدى إلى ظهور فوهات جديدة وأثر على البيئة المحيطة فلا يزال البركان يعتبر موقع مثير للبحث والدراسة من قبل الجيولوجيين.

ويبلغ ارتفاع بركان أردوكوبا حوالي 2,020 متر فوق مستوى سطح البحر فيقع البركان في منطقة تعرف بتضاريسها البركانية الفريدة كما تحيط بالبركان مناظر طبيعية مذهلة تشمل التضاريس الجبلية والوديان والصخور البركانية.

يعاني البركان من مناخ حار وجاف، ولكن درجات الحرارة في المناطق المرتفعة قد تكون أكثر اعتدال لذا يفضل زيارة المنطقة في فصل الشتاء حيث تكون الظروف أفضل للتنزه والاستكشاف.

مدينة جيبوتي القديمة Old Town of Djibouti

قلب العاصمة جيبوتي، وتعتبر من الوجهات السياحية الثقافية والتاريخية المميزة في البلاد فتتميز المدينة بمزيج من الثقافات والتاريخ الغني الذي يعود إلى عدة قرون، وهذا يجعلها نقطة جذب للزوار الراغبين في استكشاف التراث الجيبوتي.

وتعتبر مدينة جيبوتي القديمة مركز تجاري هام في شرق إفريقيا منذ العصور القديمة ولعبت المدينة دور محوري في التجارة البحرية بين إفريقيا والجزيرة العربية، وكانت محطة أساسية للتجار والمستكشفين.

وتتميز المدينة بمبانيها التقليدية التي تعكس تأثيرات ثقافية متعددة، بما في ذلك العمارة العربية والإفريقية والفرنسية فيمكن للزوار مشاهدة المباني التاريخية والأسواق التقليدية التي تروي قصة تاريخ المدينة الغني.

كما تحتوي مدينة جيبوتي القديمة على أسواق حيوية تعرف بالتجارة النشطة فيمكن للزوار استكشاف الأسواق المحلية التي تبيع مجموعة متنوعة من السلع وفي المدينة القديمة، يمكن للزوار زيارة العديد من المعالم السياحية المهمة، مثل المساجد التاريخية والمباني الاستعمارية ومن بين هذه المعالم، يعتبر مسجد الملك حسين واحد من أبرز المساجد في المدينة وأشهر معالم السياحة في جيبوتي.