تعد السياحة في تركيا واحدة من أهم الوجهات السياحية في العالم، حيث تمتاز تركيا بتنوعها الثقافي والجغرافي الذي يمزج بين التاريخ العريق والمعالم الحديثة وتشتهر تركيا بمدنها الساحرة كإسطنبول، التي تحمل عبق الحضارات وتاريخ الإمبراطوريات، وأنطاليا المطلة على البحر الأبيض المتوسط بمنتجعاتها الفاخرة، وكابادوكيا بتضاريسها الطبيعية المدهشة التي تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.

السياحة في تركيا

تستقطب السياحة في تركيا ملايين الزوار سنويا، حيث أصبحت ركيزة أساسية في الاقتصاد التركي، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي بين الشرق والغرب، ومقدمة تجربة سياحية مميزة تجمع بين الترفيه والثقافة والطبيعة في آن واحد وهما سنتعرف علي معالم السياحة في تركيا:

آيا صوفيا

آيا صوفيا هو من أبرز المعالم التاريخية في إسطنبول وأحد الرموز المعمارية والثقافية المهمة في العالم بني في البداية ككنيسة ضخمة في عام 537 م بأمر من الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول، واستخدمت ككاتدرائية لمدة 900 عام تقريبا ويتميز التصميم المعماري للمبنى بقبة ضخمة، كانت تعتبر آنذاك من عجائب الهندسة، وقد ألهمت تصميم العديد من المباني الدينية بعد ذلك.

في عام 1453، بعد فتح القسطنطينية من قبل السلطان العثماني محمد الفاتح، تم تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، وأضيفت إليها المآذن والمحراب، وزينت بجدران جميلة من الفسيفساء الإسلامية والخطوط العربية، التي أضافت عمق روحي ومعماري جديد.

في عام 1935، في عهد الجمهورية التركية الحديثة بقيادة مصطفى كمال أتاتورك، تم تحويل آيا صوفيا إلى متحف، حيث أصبحت تعرض لوحات فنية دينية تجمع بين الفن المسيحي والإسلامي، وهذا يرمز إلى تقاطع الحضارات وفي عام 2020، أعيد المبنى إلى مسجديته مع الحفاظ على طابعه التاريخي وأيقوناته القديمة، وهذا يجعله أحد وجهات السياحة في تركيا والمعالم الدينية المميزة.

يستقطب آيا صوفيا اليوم ملايين الزوار، الذين يأتون لاستكشاف تاريخ البناء والهندسة المعمارية الفريدة التي تجمع بين الفن البيزنطي والعمارة الإسلامية العثمانية، وكذلك لمشاهدة الزخارف والفسيفساء التي تروي حكاية عصور مختلفة.

قصر توبكابي

قصر توبكابي هو من أهم المعالم التاريخية في إسطنبول وأحد أبرز القصور العثمانية التي تجسد الفخامة والحضارة الإسلامية العثمانية وبني في القرن الخامس عشر على يد السلطان محمد الفاتح، ليكون مقر للحكم العثماني ومقر لإقامة السلاطين لمدة حوالي 400 عام.

يمتد القصر على مساحة كبيرة داخل أسوار عالية، ويطل على مضيق البوسفور، وهذا يتيح إطلالات رائعة على ملتقى بحر مرمرة والقرن الذهبي ويتألف من عدة مباني وساحات وأجنحة متعددة، تشمل قاعات الاستقبال وغرف السلاطين، وحدائق واسعة، وأماكن خاصة بالحريم وهو الجزء النسائي.

يتميز بتصميمه المعماري الفريد وزخارفه الفنية الفاخرة التي تتضمن قطع من البلاط العثماني اليدوي، والأبواب والنوافذ المزينة بالنقوش وواحدة من أهم الغرف هي غرفة الكنوز، حيث يعرض فيها مجموعة مذهلة من المجوهرات والأحجار الكريمة، مثل خنجر الزمرد المشهور وتاج الألماس الكبير، وهذا يعطي فكرة عن الفخامة التي عاشها السلاطين.

يحتوي القصر أيضا على غرفة الأمانات المقدسة، التي تحتفظ بمقتنيات دينية تاريخية، منها سيوف النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وقطع من ملابسه، وأشياء أخرى تعود إلى الصحابة وهذه الغرفة تجذب الزوار من المسلمين حول العالم لما تحمله من قيمة دينية وروحية.

مدرج أسبندوس

مدرج أسبندوس هو أحد أفضل المدرجات الرومانية المحفوظة في العالم، ويقع بالقرب من مدينة أنطاليا في تركيا وبني المدرج في القرن الثاني الميلادي خلال حكم الإمبراطور الروماني ماركوس أوريليوس، ويعد رمز بارز للحضارة الرومانية في الأناضول.

ويتميز تصميمه بالهندسة المعمارية الرومانية الدقيقة، حيث بني بشكل نصف دائري ويتكون من 39 صف من المقاعد التي ترتفع تدريجيا، ويمكنه استيعاب حوالي 15,000 متفرج.

كما يتميز مدرج أسبندوس بقدرته الاستثنائية على نقل الصوت، بحيث تصل الأصوات بوضوح إلى جميع أنحاء المدرج دون الحاجة إلى تقنيات حديثة للصوتيات، ويعتقد أن هذا يعود للتصميم المتقن للجدران والأقواس وقد أعيد ترميم المدرج عبر العصور للحفاظ على شكله الأصلي، ويظل يستخدم حتى اليوم لإقامة الفعاليات والعروض المسرحية والموسيقية.

باموكالي

باموكالي المعروفة أيضا بقلعة القطن، هي إحدى عجائب الطبيعة في تركيا وتقع في مقاطعة دنيزلي جنوب غرب البلاد وتتألف من سلسلة من المدرجات البيضاء التي تشكلت على مدار آلاف السنين نتيجة لتدفق المياه الحارة الغنية بالمعادن من ينابيع حرارية جوفية.

عندما تتبخر المياه وتترسب المعادن خاصة كربونات الكالسيوم مكونة هذه المدرجات المتدرجة ذات اللون الأبيض النقي، وهذا يعطي باموكالي مظهر أشبه بالقلعة الثلجية أو قطعة من القطن.

وتتميز باموكالي بمجموعة من البرك الطبيعية التي تتدرج على شكل مصاطب، ويجذب منظرها الفريد الزوار من مختلف أنحاء العالم ويمكن للزوار السير بحذر على المدرجات الجيرية والاستمتاع بالسباحة في المياه الدافئة في بعض البرك التي تتسم بفوائد صحية يعتقد أنها تساعد في علاج بعض الأمراض الجلدية والمفاصل.

بالإضافة إلى جمالها الطبيعي، تضم المنطقة أطلال مدينة هيرابوليس الأثرية التي أسسها الإغريق القدماء بجوار المدرجات، وتشمل معبد أبولو والمسرح القديم وعدد من الآثار الرومانية الأخرى وتعتبر اليوم موقع مدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو، إذ تجمع بين عجائب الطبيعة وآثار الحضارات القديمة، وهذا يوفر تجربة سياحية فريدة للزوار.

كابادوكيا

كابادوكيا هي واحدة من أكثر وجهات السياحة في تركيا سحرا، تقع في وسط الأناضول وتشتهر بمناظرها الطبيعية الخلابة وتضاريسها الفريدة التي تشكلت بفعل النشاطات البركانية والتآكل الطبيعي عبر آلاف السنين.

وتتميز المنطقة بتشكيلات صخرية غريبة تعرف بمداخن الجنيات التي تشبه الأبراج المخروطية، إلى جانب الوديان والتلال والكهوف المحفورة في الصخور، والتي استخدمها السكان الأوائل كبيوت وكنائس وملاذات.

تشتهر كابادوكيا بتجربة فريدة تتيح للزوار استكشاف هذه المناظر الخلابة من الجو من خلال جولات مناطيد الهواء الساخن وينطلق المنطاد في الصباح الباكر، حين يكون الجو هادئ والرياح لطيفة، ليحلق فوق الوديان والمداخن الصخرية في مشهد مذهل عند شروق الشمس.

يتيح المنطاد رؤية بانورامية للمنطقة بأكملها، وهذا يجعل هذه التجربة واحدة من أكثر الأنشطة جذب للزوار من مختلف أنحاء العالم كما يمكن للزوار استكشاف المدن تحت الأرض مثل مدينة ديرينكويو، التي حفرها السكان القدماء لتكون ملاذ آمن خلال الحروب.

كما يمكنهم زيارة المتاحف المفتوحة والمواقع الأثرية التي تضم كنائس وكهوف مزينة بلوحات جدارية تعود إلى فترات بيزنطية وإسلامية.

برج غلطة

برج غلطة هو برج تاريخي يقع في منطقة غلطة بمدينة إسطنبول التركية، ويعتبر من أقدم وأشهر معالم السياحة في تركيا وتم بناؤه في القرن الرابع عشر بواسطة جنوة، وهي جمهورية إيطالية قديمة كانت تسيطر على أجزاء من إسطنبول.

يبلغ ارتفاع البرج حوالي 67 متر، ويتميز بتصميمه الأسطواني وموقعه الاستراتيجي الذي يوفر إطلالة بانورامية رائعة على إسطنبول القديمة ومضيق البوسفور.

وخلال القرون الماضية، استخدم البرج لأغراض متعددة، بما في ذلك كبرج مراقبة ورصد الحرائق، وتم ترميمه عدة مرات على مر التاريخ للحفاظ عليه واليوم، يستخدم كمعلم سياحي حيث يمكن للزوار الصعود إلى أعلاه عبر الدرج أو المصعد لمشاهدة مناظر خلابة للمدينة، تشمل قباب المساجد والمآذن والمباني التاريخية والأحياء الحديثة على حد سواء.

جامع السلطان أحمد

جامع السلطان أحمد، المعروف أيضا باسم الجامع الأزرق، هو أحد أشهر معالم السياحة في تركيا وبني في أوائل القرن السابع عشر بأمر من السلطان العثماني أحمد الأول، ويقع في منطقة السلطان أحمد، بالقرب من آيا صوفيا وقصر توبكابي.

يتميز الجامع الأزرق بروعة تصميمه المعماري وجماله، حيث يجمع بين العناصر المعمارية الإسلامية التقليدية وابتكارات العمارة العثمانية كما يمتد المبنى الرئيسي للجامع تحت قبة مركزية كبيرة يحيط بها عدة قباب أصغر، وتضفي هذه القباب توازن وجمال مميز على الهيكل المعماري.

ومن السمات التي تميز الجامع الأزرق عن غيره من المساجد هو البلاط الأزرق المزخرف الذي يزين جدرانه الداخلية، ومنه اكتسب اسمه الشهير فيتميز البلاط بألوانه الزرقاء والزخارف النباتية الهندسية الدقيقة، وهذا يمنح المسجد أجواء روحانية وراحة بصرية خاصة.

المسجد أيضا هو الوحيد في إسطنبول الذي يحتوي على ست مآذن، حيث تميز به السلطان أحمد مقارنة بالمساجد الأخرى التي كانت تقتصر على أربع مآذن فقط وتعتبر هذه المآذن الست رمز للتحدي الذي أراد السلطان أحمد أن يظهره، حيث يقال إنه أراد مسجد يعادل أو يفوق المسجد الحرام في مكة.