تعتبر فرنسا إحدى الوجهات السياحية الأكثر شهرة وإقبال في العالم، حيث تجمع بين عراقة التاريخ وسحر الطبيعة وجمال الفن المعماري، لتأسر قلوب الزائرين من كل أرجاء الأرض ففي كل زاوية منها، تجد قصة تحكيها المباني القديمة، وروح نابضة في الشوارع، وعبق فني ينبعث من المتاحف واللوحات ولذا نستعرض هنا مظاهر السياحة في فرنسا.

السياحة في فرنسا

تتميز فرنسا بالعديد من المعالم السياحية الشهيرة التي تجذب السياح من جميع أنحاء العالم، وهنا نستعرض بعض من أبرز معالم السياحة في فرنسا:

برج إيفل La Tour Eiffel

يقع برج إيفل في ساحة شامب دي مارس على ضفاف نهر السين في قلب العاصمة الفرنسية باريس تم بناؤه بين عامي 1887 و1889 من قبل المهندس غوستاف إيفل وفريقه، كجزء من معرض باريس الدولي لعام 1889 الذي أقيم للاحتفال بالذكرى المئوية للثورة الفرنسية.

كان برج إيفل حينها أطول مبنى في العالم بارتفاع 324 متر، وظل كذلك حتى عام 1930 عندما بني مبنى كرايسلر في نيويورك والبرج مصنوع من الحديد، ويتكون من أكثر من 18000 قطعة حديدية و2.5 مليون مسمار ويزن حوالي 10100 طن.

فالتصميم الهيكلي الفريد والمبتكر كان موضوع مثير للجدل في بداياته، حيث قوبل بانتقادات شديدة من بعض الفنانين والمهندسين في ذلك الوقت، لكنه أصبح رمز عالمي للهندسة والمعمار الحديث.

وهذه أجزاء البرج:

  • الطابق الأول يحتوي على متحف يعرض معلومات عن تاريخ البرج، ومطاعم ومحلات هدايا، وإطلالات رائعة على باريس من زوايا مختلفة.
  • الطابق الثاني يوفر إطلالة أفضل على معالم باريس الشهيرة مثل كاتدرائية نوتردام وساكري كور ومتحف اللوفر.
  • القمة والطابق الأعلى، يمكن الوصول إليه بالمصعد ويبلغ ارتفاعه 276 متر، وهذا يتيح إطلالة بانورامية على المدينة بأكملها.

يعتبر برج إيفل من أكثر المعالم السياحية زيارة في العالم، حيث يجذب حوالي 7 ملايين زائر سنويا واليوم يعتبر رمز للثقافة الفرنسية، ويستخدم بشكل واسع في وسائل الإعلام والفنون للتعبير عن باريس وفرنسا كما يضيء البرج مساء بأضواء خاصة تجعل مشاهدته ليلا تجربة مميزة.

متحف اللوفر Musée du Louvre

يقع متحف اللوفر على ضفاف نهر السين في باريس، بالقرب من حي سان جيرمان في الدائرة الأولى، وهو أحد أشهر وأضخم المتاحف في العالم وبني في الأصل كحصن في أواخر القرن الثاني عشر بأمر من الملك فيليب أوغست، ليحمي المدينة من الغزوات ثم تحول في القرن السادس عشر إلى قصر ملكي وأعيد تصميمه على يد الملوك المتعاقبين ليصبح في النهاية أحد أعظم المتاحف العالمية.

افتتح اللوفر كمتحف رسمي للجمهور في عام 1793 بعد الثورة الفرنسية، وبدأ يعرض المجموعة الفنية الملكية التي كانت تخص الملك لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت.

ويعد الهرم الزجاجي، الذي أنشئ في ساحة المتحف عام 1989 بتصميم المعماري الأميركي الصيني الأصل آي إم باي، من المعالم الشهيرة في اللوفر ويشكل المدخل الرئيسي للمتحف وأصبح الهرم رمز للحداثة ضمن السياق التاريخي للمتحف.

ويضم اللوفر أكثر من 380000 قطعة فنية وتحفة أثرية تتراوح من الآثار المصرية القديمة والفن الإغريقي والروماني إلى الأعمال الأوروبية العريقة كما يحتوي على ثماني أقسام رئيسية منها قسم الآثار الشرقية وقسم الفن الإسلامي وقسم اللوحات الفنية، الذي يضم قطع من العصر القوطي حتى القرن التاسع عشر.

ومن أشهر الأعمال الفنية فيه:

  • الموناليزا La Joconde: أشهر لوحة في المتحف وربما في العالم، رسمها الفنان ليوناردو دا فينشي وتتميز بابتسامتها الغامضة وتعتبر واحدة من أكثر الأعمال التي يقبل الزوار لرؤيتها.
  • تمثال فينوس دي ميلو Venus de Milo: تمثال من الحضارة اليونانية القديمة يمثل أفروديت، إلهة الحب والجمال.
  • لوحة تتويج نابليون للفنان جاك لوي دافيد: لوحة ضخمة تصور لحظة تتويج الإمبراطور نابليون بونابرت.

قصر فرساي Château de Versailles

يقع قصر فرساي في مدينة فرساي، على بعد حوالي 20 كيلومتر جنوب غرب العاصمة باريس فقد بني في الأصل كمقر للصيد للملك لويس الثالث عشر في عام 1623، إلا أن ابنه الملك لويس الرابع عشر الذي لقب بملك الشمس قام بتحويله إلى قصر ملكي فاخر وأصبح المقر الرئيسي للحكم الفرنسي في عام 1682.

ظل القصر مقر للعائلة المالكة حتى الثورة الفرنسية في عام 1789، حينما اضطر الملك لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت لمغادرته، ليصبح فيما بعد متحف قومي في عهد الجمهورية الثالثة.

يتميز القصر بطراز معماري باروكي فخم، وصممه المهندسان المعماريان جول أدوار هاردوين مانسار ولوي لوفو ويعكس ذروة الفن والعمارة في فرنسا خلال القرن السابع عشر، كما يعتبر مثال رائع للترف والبذخ الملكي.

يحتوي القصر على أكثر من 2300 غرفة، وكل غرفة فيها مصممة بدقة متناهية وزخارف مذهلة، ومن أهمها غرفة النوم الملكية وغرف الاستقبال الضخمة.

تمتد حدائق فرساي على مساحة تقارب 800 هكتار، وتعد واحدة من أعظم الحدائق في العالم صممها المهندس أندريه لو نوتر، وتتميز بتنسيق رائع، وتضم نوافير خلابة وتماثيل وأحواض مياه متقنة كما يتم تشغيل نافورات المياه خلال عروض خاصة تعرف بنافورات فرساي الموسيقية.

كما يوجد قاعة المرايا Galerie des Glaces التي تعد من أكثر الغرف شهرة في القصر، وتبلغ طولها 73 متر وتحتوي على 357 مرآة ضخمة تعكس الضوء الطبيعي بشكل رائع، وتم تزيين السقف برسومات تصور انتصارات الملك لويس الرابع عشر وفي هذه القاعة، تم توقيع معاهدة فرساي الشهيرة في 28 يونيو 1919 التي أنهت الحرب العالمية الأولى.

وادي لوار La Vallée de la Loire

يقع وادي لوار في منطقة وسط فرنسا، ويمتد على طول نهر اللوار لمسافة حوالي 280 كيلومتر، من مدينة سولي سور لوار شرقا إلى مدينة شالون غربا ويعرف باسم حديقة فرنسا، وهو مدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي بفضل جماله الطبيعي وتاريخه العريق.

كان وادي لوار منطقة محببة لملوك فرنسا منذ القرن العاشر، إذ اختار العديد منهم بناء قصورهم على ضفاف نهر اللوار للاستفادة من المناظر الطبيعية الخصبة والمناخ المعتدل ونتيجة لذلك يعج الوادي بقصور فخمة شيدت خلال عصور مختلفة، خاصة في القرنين الخامس عشر والسادس عشر.

ومن هذه القصور الشهيرة:

  • قصر شامبور Château de Chambord: واحد من أكبر وأجمل القصور في الوادي، ويتميز بتصميم معماري فريد من نوعه، خاصة في سقفه المعقد وأبراجه المميزة ويعتقد أن ليوناردو دا فينشي ساهم في تصميمه.
  • قصر شينونسو Château de Chenonceau: يعرف أيضا بقصر السيدات بسبب النساء اللواتي أسهمن في بنائه وتطويره، مثل ديان دي بواتييه وكاثرين دي ميديتشي ويتميز بأنه بني على نهر شير مباشرة.
  • قصر أمبواز Château d’Amboise: كان مقر إقامة للملك فرانسوا الأول، ويحتوي على قبر الفنان ليوناردو دا فينشي.

كما ان وادي لوار منطقة خصبة تعرف بتنوعها الطبيعي، إذ يضم غابات وحقول كروم وبساتين واسعة ويعتبر منطقة رئيسية لإنتاج النبيذ الفرنسي حيث تنتج فيه أنواع شهيرة مثل سانسر وفوفيه.

حدائق لوكسمبورغ Jardin du Luxembourg

تقع حدائق لوكسمبورغ في قلب باريس بين الدائرة السادسة والسابعة، بالقرب من منطقة سان جيرمان دي بري وتأسست في عام 1612 بأمر من الملكة ماري دي مديتشي زوجة الملك هنري الرابع وتم تصميمها لتكون حديقة خاصة لقصر لوكسمبورغ، الذي بني أيضا في نفس الفترة.

في البداية كانت الحدائق مخصصة للاستخدام الملكي فقط، لكن تم فتحها للجمهور في عام 1793 بعد الثورة الفرنسية، حيث أصبحت واحدة من الوجهات الشعبية للسكان المحليين والزوار.

وتم تصميمها بأسلوب حدائق النهضة الإيطالية، وهي تتميز بمجموعة من الأشكال المعمارية الطبيعية بما في ذلك الزهور والأشجار والنوافير وتتوزع فيها مسارات متعرجة وحدائق شتوية وجدران مزهرة.

كما تحتوي الحدائق على بركة كبيرة، يمكن للزوار استئجار قوارب صغيرة للإبحار فيها، إضافة إلى مجموعة متنوعة من التماثيل التي تكرم شخصيات تاريخية وثقافية فرنسية.