تعد السياحة في إسبانيا من الوجهات الرائدة في أوروبا والعالم، حيث تجمع بين تاريخ طويل وثقافة غنية، وهذا يجعلها مكان مثالي للاكتشاف والتجربة من الشواطئ الذهبية على ساحل البحر المتوسط إلى الجبال الشاهقة في الشمال، ومن المدن العريقة مثل مدريد وبرشلونة إلى القرى التقليدية في الأندلس، تتيح إسبانيا لزوارها فرصة الاستمتاع بتنوع لا مثيل له.
السياحة في أسبانيا
إسبانيا تحتضن العديد من المعالم السياحية الشهيرة التي تجمع بين التاريخ والثقافة والجمال الطبيعي وهنا أبرز هذه المعالم:
قصر الحمراء Alhambra في غرناطة
قصر الحمراء هو واحد من أبرز معالم السياحة في إسبانيا وأحد عجائب العالم، يقع في مدينة غرناطة جنوب إسبانيا ويعتبر هذا القصر تحفة معمارية من العهد الإسلامي، وقد شيد في القرن الثالث عشر على يد حكام المماليك في غرناطة ويعتبر هذا المعلم رمز للعظمة والرفاهية التي كانت تتمتع بها إسبانيا في عهد المسلمين.
يحتوي القصر على مجموعة من الغرف الفخمة التي كانت تستخدم من قبل السلاطين وأسرهم والقصور مزخرفة بزخارف إسلامية معقدة، مثل الأشكال الهندسية الجميلة والنقوش المدهشة.
وتعتبر حدائق الحمراء مثل حديقة الجنائن واحدة من أجمل الحدائق التي يمكن زيارتها في إسبانيا وتم تصميمها وفقا للأسلوب العربي الكلاسيكي، وهي تضم نافورات وبرك ماء تخلق جو من الهدوء والجمال.
كما ان القصر محاط بأسوار دفاعية، وقد كانت هذه الأسوار تحمي القصر من أي هجوم خارجي فيمكن للزوار اليوم السير على طول أسوار القلعة والتمتع بمناظر رائعة لمدينة غرناطة.
وقصر كارلوس الخامس تم بناءه في القرن السادس عشر بعد فترة من سقوط الحكم الإسلامي في الأندلس، ويتميز بتصميمه المعماري الذي يعكس فن عصر النهضة.
كاتدرائية ساغرادا فاميليا Sagrada Familia في برشلونة
تعتبر كاتدرائية ساغرادا فاميليا واحدة من أكثر السياحة في أسبانيا شهرة وفي مدينة برشلونة، وأحد أعظم الأعمال المعمارية في العالم صممها المهندس المعماري الإسباني الشهير أنطوني غاودي، وتعتبر رمز معماري لأسبانيا بفضل تصميمها الفريد والمعقد وبناء هذه الكاتدرائية بدأ في عام 1882، ورغم أنه لم يتم الانتهاء منها بعد، إلا أنها تعد واحدة من أكثر المشاريع المعمارية طموح في التاريخ.
يتميز تصميم ساغرادا فاميليا بالجمع بين الأساليب المعمارية القوطية والتوجهات الحديثة، حيث أضاف غاودي العديد من التعديلات المبتكرة مثل الأعمدة المنحنية والواجهات المزخرفة بشكل معقد.
وكان غاودي يهدف إلى جعل الكاتدرائية تمثل قصة حياة المسيح لذا تم تصميم كل واجهة لتمثل مرحلة مختلفة من حياته فمثلا، واجهة الولادة تمثل ميلاد المسيح، في حين أن واجهة الموت تعكس آلام المسيح وصلبه.
والكاتدرائية تضم 18 برج، تمثل كل واحدة منها شخصية دينية هامة مثل مريم العذراء والرسل والمسيح وبرج يسوع المسيح هو الأعلى ويبلغ ارتفاعه 172 متر.
الحدائق الإسبانية Jardines de Sabatini في مدريد
تقع حدائق ساباتيني في قلب مدريد بالقرب من قصر مدريد الملكي، وهي واحدة من أجمل كعالم السياحة في أسبانيا وأشهر الحدائق في العاصمة حيث تقدم مزيج مثالي من الجمال الطبيعي والهندسة المعمارية الكلاسيكية وتم تصميم الحدائق في القرن الثامن عشر، وتعتبر مثال رائع على الحدائق الملكية في إسبانيا.
تعود جذور حدائق ساباتيني إلى العهد الملكي الإسباني في القرن الثامن عشر، تحديدا في عهد الملك كارلوس الثالث وتم تصميم الحدائق لتكون جزء من قصر مدريد الملكي، وقد كانت تهدف إلى تزيين القصر وإعطاء الزوار مكان للاسترخاء.
سميت الحدائق نسبة إلى المهندس المعماري الإيطالي فرانسيسكو ساباتيني الذي قام بتصميمها، والذي كان مسؤول عن العديد من الأعمال المعمارية في ذلك الوقت.
ومن المكونات الرئيسية:
- التصميم الهندسي: تتميز حدائق ساباتيني بتصميمها الهندسي المنظم، حيث تبرز الأشجار المقصوصة بدقة والمروج الواسعة والبرك المائية المميزة.
- البرك والنوافير: من أبرز معالم الحدائق توجد مجموعة من البرك والنوافير التي تساهم في خلق جو من الهدوء والجمال.
- الأشجار والنباتات: تشمل الحدائق مجموعة متنوعة من الأشجار دائمة الخضرة والنباتات الزهور التي تساهم في إضفاء الحياة على المكان.
- تماثيل ومجسمات: تتزين الحدائق بعدد من التماثيل والمجسمات الكلاسيكية التي تضفي عليها لمسة فنية إضافية، وهذا يعكس الذوق الملكي والاهتمام بالتفاصيل في كل جانب من جوانب الحديقة.
- الممرات والطرقات: تحتوي الحدائق على العديد من الممرات الحجرية المستقيمة التي تسمح للزوار بالتجول في المكان بسهولة.
متحف البرادو Museo del Prado في مدريد
يعتبر متحف البرادو في مدريد واحد من أهم المتاحف الفنية في العالم، وأكبر متاحف إسبانيا وأكثرها شهرة وتأسس في عام 1819، وهو يحتوي على مجموعة ضخمة من الأعمال الفنية التي تعكس تاريخ الفن الأوروبي، مع تركيز خاص على الفن الإسباني من العصور الوسطى وحتى القرن التاسع عشر.
تأسس متحف البرادو خلال حكم الملك فرناندو السابع، الذي كان يهدف إلى إنشاء متحف فني يعرض أروع الأعمال الفنية الأوروبية، خاصة تلك التي كانت جزء من مجموعة التاج الإسباني وبداية كانت المجموعة تركز بشكل رئيسي على اللوحات الدينية، لكن مع مرور الوقت تم توسيع مجموعتها لتشمل فنون أخرى من فترات مختلفة، مع اهتمام خاص بأعمال الفنانين الإسبان.
يتميز متحف البرادو بتركيزه على الفن الإسباني، ويضم أشهر أعمال الفنانين الإسبان مثل دييغو فيلاسكويز وفرانسيسكو غويا وإل غريكو.
- لوحة لا مينييا Las Meninas لدييغو فيلاسكويز هي واحدة من أشهر الأعمال التي تعرض في المتحف، وتعتبر تحفة فنية عظيمة في تاريخ الفن الغربي.
- لوحة حروب نابليون لغويا، والتي تظهر تأثيرات الفترة التي عاش فيها الفنان.
يضم المتحف أيضا مجموعة واسعة من الأعمال الفنية الأوروبية التي تعود إلى عصور مختلفة، مع تمثيل كبير لفناني إيطاليا وفلاندرز وفرنسا ورابليس ورينوار من بين الفنانين الذين يعرضون في المعرض ضمن مجموعة واسعة من اللوحات الزيتية المبدعة.
قوس سانتياجو Santiago de Compostela في سانتياجو دي كومبوستيلا
يعد قوس سانتياجو من المعالم البارزة في مدينة سانتياجو دي كومبوستيلا الواقعة في شمال غرب إسبانيا ويعتبر هذا المعلم واحد من أقدم مواقع الحج المسيحية وأهمها في العالم.
قوس سانتياجو هو جزء من طريق سانتياجو، وهو المسار الذي كان يسلكه الحجاج المسيحيون منذ العصور الوسطى لزيارة ضريح القديس جيمس سانتياجو في المدينة ويرمز القوس إلى النهاية الرسمية لمسار طريق سانتياجو ويعتبر نقطة الوصول الرئيسية للحجاج.
قوس سانتياجو هو معلم تاريخي يقع في مدينة سانتياجو دي كومبوستيلا، ويعود تاريخه إلى العصور الوسطى وكان هذا القوس في البداية جزء من التحصينات التي كانت تحيط بالمدينة لحمايتها من الهجمات وفي القرن 12، أصبح قوس سانتياجو علامة بارزة في المدينة، حيث كان يشكل بداية دخول الحجاج إلى المدينة المقدسة.
يتميز القوس بتصميمه المعماري الذي يعكس أسلوب العمارة الرومانية الكلاسيكية كما يتميز بالزخارف البسيطة والأقواس المقوسة، التي تعطي انطباع بالفخامة والقدسية.
الساحة الكبرى Plaza Mayor في مدريد
تعد الساحة الكبرى في مدريد واحدة من أشهر الساحات التاريخية في إسبانيا، وهي من المعالم السياحية الرئيسية في العاصمة الإسبانية وتمثل الساحة قلب المدينة القديمة، حيث تجمع بين العراقة التاريخية والحياة العصرية، وتجذب آلاف الزوار والسكان المحليين يوميا.
تأسست الساحة الكبرى في القرن 17، بأمر من الملك فيليب الثالث، الذي يظهر تمثاله على ظهر حصانه في وسط الساحة وبدأ بناء الساحة عام 1617 تحت إشراف المهندس المعماري خوان غوميز دي مورا، واستكملت في عام 1619.
على مر العصور كانت الساحة تستخدم لأغراض متنوعة، من بينها الاحتفالات الملكية والمهرجانات الشعبية واستعراضات الثيران وحتى المحاكمات العلنية خلال فترة محاكم التفتيش الإسبانية.
وتتميز الساحة بتصميمها المعماري الباروكي المميز، حيث تحيط بها مباني متناسقة ذات طابقين أو ثلاثة طوابق، بأروقة مقنطرة تضفي على المكان طابع فخم وتزين المباني المطلة على الساحة بألوان زاهية واجهاتها مزينة بالرسومات الجدارية والنقوش.
كما يعد التمثال البرونزي في وسط الساحة من أبرز المعالم، وهو عمل فني أنجز في أوائل القرن السابع عشر على يد الفنانين جيوفاني دي بولونيا وبيترو تكاكا.
0 Comment